الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مسألة قول ( سمع الله لمن حمده ) بعد الرفع من الركوع اختلف العلماء في قولها للمأموم على قولين :
القول الأول : مذهب الأحناف والمالكية والحنابلة يرون بأن المأموم لا يقول سمع الله لمن حمده بل يكتفي بقول ( ربنا ولك الحمد ) بعد قول الإمام (سمع الله لمن حمده )
القول الثاني : مذهب الشافعية والظاهرية قالوا يستحب للمأموم التسبيح والتحميد .
أما زيادة قول والشكر بعد ربنا ولك الحمد حال الرفع من الركوع لا تجوز لأن الشكر هنا غير وارد بعد الرفع كما في السنة والأصل في العبادات أنها توقيفية جاءت بدليل .
والذي أميل إليه أن المأموم يقتصر على قول التحميد بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الإمام ( وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد )
أما الإمام والمنفرد فيقولانها ثم يقولان ربنا ولك الحمد
وعدد التسبيح في الركوع والسجود المجزيء واحده والسنة ثلاث وبعضهم قال إلى عشر لما رواه ابن مسعود رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا ركع أحدكم فقال : سبحان ربي العظيم ثلاثا ، فقد تم ركوعه وذلك أدناه )
رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال : اجعلوها في سجودكم
وقال الإمام ابن جزي رحمه الله : يستحب في الركوع سبحان ربي العظيم ثلاث مرات
ودليله ما ورد أنه « لما نزل قول الله تبارك وتعالى : ( فسبح باسم ربك العظيم ) قال صلى الله عليه وسلم ( اجعلوها في ركوعكم ) والتسبيح فيه لا يتحدد بعدد بحيث إذا نقص عنه يفوته الثواب بل إذا سبح مرة يحصل له الثواب وإن كان يزاد الثواب بزيادته .
ويرح الأئمة الأحناف الزيادة كخمس أو سبع أو تسع
و عند الشافعية يرون أدناه في ثلاث ثم خمس ثم سبع ثم تسع ثم إحدى عشرة وهو الأكمل
ويرى الحنابلة أن الزيادة على التسبيحة الواحدة مستحبة فالكمال في حق الإمام يزاد إلى عشر تسبيحات واستدلو بحديث أنس رضي الله عنه أنه قال : ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات )