الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يمنع شرعاً التعاون الإنساني بين المسلمين وغيرهم من الملل الأخرى كتعاونهم التجاري أو الصناعي أو الطبي كما في تعاون المؤسسات الطبية بين المسلمين والنصارى وكذلك التعاون بين الهلال الأحمر مع ما يسمى بالصليب الأحمر كجهة إسعافية عالمية لكن دون أن نرفع شعارهم عبر إعلانات ونحوها لأن هذا لا يجوز فلو حصل أن الجهة المتعاونة أرادت إبراز لوحة إعلانية ليوم عالمي لهذا العمل لا يجوز أن نضع رسم الصليب على اللوحة وإنما نكتفي بالإشارة إلى الإعلان عن المضمون دون رسم الصليب لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن رسم الصليب اوتركه لقول عائشة رضي الله عنها ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يترك شيئاً فيه صليب إلا قضبه ) يعني قطعه .
وقد ذهب الأئمة الحنابلة إلى تحريم الصليب على الثياب التي يلبسها المسلمون أو الأشياء التي يستخدمونها .
قال الإمام المرداوي كما في كتابه الإنصاف ( يكره الصليب في الثوب ونحوه على الصحيح من المذهب وعليه الأصحاب ويحتمل تحريمه )
وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن أم عبد الرحمن بنت أذينه قالت كنا طوف مع عائشة رضي الله عنها فرأت على امرأة برداً فيه تصليب فقالت أم المؤمنين ( أطرحيه أطرحيه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى نحو هذا في الثوب قضبه )
وأخرج ابن أبي شيبة رحمه الله (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحرق ثوباً فيه صليب أو ينزع الصليب منه )