الموضوع: المتقين
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2010, 07:36 AM   #3
الشيخ عيسى
المشـــــرف العــــام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 17,155
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) ( ق 37 )

وقال الله تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ( الأنفال 2 )

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) متفق عليه

أعلاه يدعون إلى أن نهتم ونعتني بقلوبنا من النواحي الإيمانية أكثر مما نهتم به من النواحي الطبية فنقدم لقلوبنا الزاد الذي يجعله قلباً ربانياً قلباً متخشعاً لله عز وجل ، فالله عز وجل أثني على أصحاب هذه القلوب المطمئنة المُخبتة فيقول في كتابه العزيز :
{ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } ( سورة الحج ) .
فإن من القلوب نجد قلباً ميتاً بجسد حي قد اسودّ وأظلم من المعاصي والسيئات وإرتكاب الخطيئات ، فعلينا أن نعمل على ترويض قلوبنا على الوقوف عند أحكام الشرع ولا نجنح برغباتنا وأن نعمل على سوق القلوب إلى بواعث الخير والجرأة مع الحق والصدق في المقاصد والخوف من الله والبعد عمّا يُسخطه وأن نفرِّغها من الحسد والحقد والدقل والغش وأن نعمل على كظم الغيظ والعفو عن الناس وأن نعين الملهوف والمحتاج
قال الله تعالى
( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين )


فهذا هو السبيل لزيادة التقوى في قلوبنا


ثم عليك لوم النفس ومقتها

يقول الإمام الحافظ ابن القيم رحمه الله : إن مقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين , ويدنو به العبد من الله تعالى في لحظة واحده أضعاف ما يدنو بالعمل .
تأمل معي هذا النوع من الاسترسال من كلام ابن القيم رحمه الله في ألفاظ معاتبة النفس والأخذ بها إلى مقتها في ذات الله .


ولهذا يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا مدحه مادح : ( اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مما لا يعلمون ) .

نعم إن هذا هو شأن المسلم المتيقظ , يقول الإمام الحسن رحمه الله :
إن المؤمن ( والله ) ما تراه إلا يلوم نفسه في كل حالاته يستقصرها في كل ما يفعل فيندم ويولم نفسه
وإن الفاجر ليمضي دوماً لا يعاتب نفسه

فكم يستوقفني التأمل على حال من لا يهمه في الدنيا
إلا الكبر والبطر وغمط الناس والترفع عن الخلق والإعجاب بالعمل ولأجدني أقول كمال قال أبو الدرداء
رضي الله عنه : ( لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً )
فمعاتبة النفس ومقتها في ذات الله عبادة يصلح بسببها القلب والنفس والجوارح


ولهذا يقول مالك بن دينار رحمه الله : ( رحم الله عبداً قال لنفسه الستِ صاحبة كذا ؟ الستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائداً ) .
فما أجمل أن نعاتب أنفسنا ونعمل على مقتها في ذات الله .








التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ عيسى ; 04-27-2013 الساعة 08:55 AM
الشيخ عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس