كيف أفرق بين الشك و اليقين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة فضيلة الشيخ ولم استطع الصمود ولم أقدر على تجاهل الفكرة بسبب التأنيب النفسي وهي كثرة الشكوك فحينما أشك بالأمر لا أدري هل هو وسواس أم حقيقة و يقين إن تجاهلت مرة خضعت مرة أخري أنا مشكلتي أوسوس في النية و أوسوس في خروج المني و أوسوس بالاحتلام بعدين أبدأ اغتسل و أعدد في نفسي الامور التي سوف اغتسل عنها فأقول الحلم اللي شفته الضحى و الافراز اللي شفته الفجر وبعدين لما انتهي من الاغتسال فجأة اتذكر شي فيضيق خلقي و نفسي واقول هذا مانويته نسيته اشك في عبادتي حتى النية اشك فيها اقول ليست هكذا ونيتي خطأ ؟ فهل اعيد بسبب النية وهل أعيد إذا تذكرت شي ناسيته وكيف تكون النية مثلا لمن لديه اغسال متعددة ليتك تشرح لي ؟ بارك الله فيك |
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرض الوسواس يدخل على الإنسان من باب التشكيك في العقيدة أو في العبادات أو في الوضوء أو في الإغتسال لأن الشيطان يريد إشغال المسلم عن دينه وأوامر ربه ثم هو يأتي لا لأنك أخطأت إنما يأتيك لأنك أصبت فيجعلك مشغولاً في تفكيرك بل في سائر تصرفاتك فيخطر لك الخطرات وعلى هذا على المؤمن أن يصرف عنه هذا الكيد وهذه الوساوس فإن الشيطان يأتي للإنسان ويزين له ويشوش عليه في العقيدة كما جاء في الحديث الصيحيح (يأتي الشيطان أحدكم فيقول له من خلق هذا ؟ من خلق هذا ؟ حتى يقول من خلق الله ؟ فمن وجد ذلك فليستعذ بالله ولينته ) بل إن الشيطان قد يأتي ليشوش على الإيمان فبعض الصحابة رضي الله عنهم شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمراً يجدونه في نفوسهم ما يستطيعوا أن يتكلموا به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم : (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ) وإن مدافعة الوسواس الشيطاني هي من الإيمان لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : ( وقد وجتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذلك صريح الإيمان ) خرجه مسلم رحمه الله . فإن هذه الوسوسة التي قد تحتدم مع الإنسان فيحصل الشك في صدره فعليه أن يحارب ذلك بسلاح التوحيد فإن ابن عباس رضي الله عنهما جاءه رجل اسمه زميل فقال له : ( يا ابن عباس ما شيء أجده في صدري ؟ قال وما هو ؟ قال : قلت والله لا أتكلم به . فقال ابن عباس أشيء في شك ؟ قلت : بلا . فقال ابن عباس : ما نجا من ذلك أحد . فإذا وجدت في نفسك شيئاً فقل : ( هو الله الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) فرضي الله عن ابن عباس فهذا توجيه يراد منه التسلح بسلاح العقيدة والإيمان لطرد وساوس الشيطان . أما ما تشكوه من وسوسة فهذا أيضاً سبيل من سبل الشيطان لإشغالك عن العبادات ولإشغالك عن الطهارة فإن الشيطان يوسوس في الطهارة . وقد ذكرأن رجلاً قال لابنه : يا بني اتخذ لي ثوباً ألبسه عند قضاء الحاجة فإني رأيت الذباب يسقط على الشيء ثم يقع على الثوب ثم انتبه فقال الابن لأبيه ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا ثوب واحداً وعند هذا تنبه الأب فترك ذلك . يقول ابن تيمية رحمه الله البول كاللبن في الضرع إن تركته قر وإن حلبته در . فعليك أختي أن تتجنبي هذه الوساوس بذكر الله يقول الإمام النووي رحمه الله يستحب لمن بلي بالوسوسة في الوضوء أو الصلاة أن يقول ( لا إله إلا الله ) فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس . فاجتهدي بالدعاء والذكر وكوَّني لديك إرادة قوية لصرف هذه الوساوس من أجل أن تعيشي حميداً ومطمئنة في سائر أعمالك . |
الساعة الآن 01:34 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.