ندااااء إلى أهل الدعوة لمواجهة هذه المواضيع
 

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين .
إن طرح هذا السؤال بهذه الصيغة عبر المنتديات له مغزى خطير و لا يجوز شرعا طرحه لان الاُمة متفقة على أن الصلوات المفروضة خمس صلوات في اليوم و الليلة و جاء الإجماع على ذلك و الإجماع منعقد على أن الصلوات المفروضة خمس صلوات و هي الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الصبح و مجموع ركعاتها سبع عشر ركعة في حال الإقامة و في حال السفر فان الرباعية تقصر ركعتين قال الله تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) .
و مما يدل على أن عدد الصلوات في اليوم و الليلة هي خمس صلوات إجماعا هذه الأدلة التالية :-
الدليل الأول : حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه الذي خرجه الإمام مسلم في صحيحه أن إعرابيا قال يا رسول الله ماذا افترض الله عليَ من الصلاة ؟ قال ( خمس صلوات في اليوم و الليلة ).
الدليل الثاني : حديث انس رضي الله عنه الذي خرجه مسلم في صحيحه و ذلك في قصة الرجل من أهل البادية قوله للنبي صلى الله عليه و سلم ( و زعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا و ليلتنا ) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( صدقت ) .
الدليل الثالث : الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( وقت الظهر إذا زالت الشمس و كان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر و وقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت المغرب ما لم يغيب الشفق و وقت العشاء الى الليل الأوسط و وقت الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس ) .
الدليل الرابع : الحديث الذي خرجه الإمام البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه و فيه معاذ رضي الله عنه حينما بعثه النبي صلى الله عليه و سلم الى اليمن قال له ( و أعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم و ليلة ) .
الدليل الخامس : حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه و سلم ( خمس صلوات كتبهن الله على عباده فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان عند الله عهدا أن يدخله الجنة ) .
الدليل السادس : الحديث الذي خرجه الإمام البخاري رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء , قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ) .
الدليل السابع الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الصلوات الخمس و الجمعة الى الجمعة و رمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اُجتنبت الكبائر ) .
الدليل الثامن روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فرض الله على أمتي ليلة الإسراء خمسين صلاة فلم أزل أراجعه وأسأله التخفيف حتى جعلها خمسا في كل يوم وليلة )).
ونصه كما رواه الإمام البخاري قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئت السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء أفتح . قال من هذا ؟ قال : هذا جبريل . قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم . فقال : أرسل إليه ؟ قال : تعم . فلما فتح علونا من السماء الدنيا , فإذا برجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى . فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح . قلت لجبريل : من هذا ؟ . قال : هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار . فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى حتى عرج بي إلى السماء الثانية . فقال لخازنها : أفتح . فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح . فقال أنس فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه رأى آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة . قال أنس : فلما مر جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بإدريس قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا إدريس . ثم مررت بموسى قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا ؟ قال هذا موسى . ثم مررت بعيسى فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا ؟ قال هذا عيسى . ثم مررت بإبراهيم فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح . قلت من هذا ؟ قال هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم ))
قال ابن شهاب فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صفيف الأقلام ) قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال ما فرض الله لك على أمتك ؟ قلت فرض خمسين صلاة . قال : فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت فوضع شطرها فرجعت إلى موسى قلت : وضع شطرها . فقال : راجع ربك فإن أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال : ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال : هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي . فرجعت إلى موسى فقال : راجع ربك فقلت استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهي بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم دخلت الجنة فإذا فيها حبايل اللؤلؤ وترابها المسك ).

ففي هذا الحديث ( هي خمس و هي خمسون ) قال العلماء رحمهم الله هي خمس صلوات في العدد باعتبار الفعل و هي خمسون في الأجر و الثواب .
و الأحاديث المبينة لعدد الصلوات المفروضة في اليوم و الليلة كثيرة مستفيضة في كتب أهل العلم و ما ذكرته أعلاه أدلة قاطعة و لاجمة لكل من يقول أن الصلوات المفروضة اقل من خمس صلوات لان من يقول هي اقل هو من الذين ينكرون السنة كالطوائف البدعية حيث ينادون الى الأخذ بما جاء في القرآن فقط دون السنة حيث ينكرون السنة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه و سلم بالنقل الصحيح , و لهذا قال العلماء من أنكر السنة الصحيحة فهو كافر .
عن أبي رافع عن أبيه رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا الفيَن أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به او نهيت عنه فيقول لا ندري , ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه )
و حكى الإمام السيوطي رحمه الله (من أنكر السنة كفر و خرج من دائرة الإسلام و حشر مع اليهود و النصارى) .
و لهذا اختم الموضوع مناشدا الإخوة في المنتديات أن لا يكونوا سببا لنشر الباطل و سببا في نقل الدليل المكذوب و المغلوط عن طريق أهل البدع و الضلالات , و ما ذكرته أعلاه من الأحاديث و الدلائل تثبت أن الصلوات المفروضة خمس صلوات و لا مجال للشك و الافتراضات .
و آخره الحمد لله رب العالمين .