ذنوب
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟ يا شيخ عندي استفسار بشان الذنب انا اريد انا اشتري بيانو من المنحة الاميريه التي اعطانا اياها الشيخ صباح الاحمد الصباح حفظه الله ورعاه ... ولكن ابي غير موافق ان اشتري بيانو لانه يقول انه هو الذي سوف يتحمل ذنبي هل هذا صحيح ؟؟؟ كيف يتحمل ذنبي وهو لم يشتري لي |
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أرى أن تسمعي لنصح والدك حتى لا يلحقك إثم وتذكري يا أختي خمسة أيام تمر على الإنسان في أطوار دنياه وأخرته . اليوم الأول : هو اليوم المفقود وهو ما مضى من أيامنا التي ذهبت وما فيها من أعمال . اليوم الثاني : يوم مشهود وهو يومك هذا ساعتك الت يأنت فيها فإغتنمها بالعمل الصالح الذي يقربك من الله عز وجل فلا تضيعي هذا اليوم بلهو محرم . اليوم الثالث : يوم مورود وهو الموت فاستعدي له كما قال الله تعالى ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ) اليوم الخامس : هو اليوم الممدود وهو إما إلى جنة أو إلى نار . فأوصيك يا أختي بأن لا تشتري آلة لهو مزمارة شيطان فقد جاء النهي عن آلات الموسيقى وإستماع الغاني وهذه أدلة النهي : أفيدك بالأدلة التي تفيدنا جميعا في موضوع الغناء المشتمل لما هو مشاهد و مسموع هذا اليوم من آلات الصنج و الموسيقى أنه حرام و ذلك للأدلة التالية: قال تعالي ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) قال ابن عباس هو الغناء و قال الحسن البصري رحمه الله نزلت هذه الآية في الغناء و المزامير , و جاء عن الإمام الطبراني بسند صحيح رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ليكونن من امتي أقوام يستحلون الحرَ و الحرير و الخمر و المعازف و لينزلن أقوام الي حيث علم يروح عليهم يسارحن لهم يأتيهم لحاجة فيقولون إرجع الينا غدا فيبهتهم و يضع العلم و يمسخ آخرين قردة و خنازير الي يوم القيامة) , و هذا الحديث فيه دلالة على تحريم آلات العزف و الغناء . قال الامام القرطبي و إن الصلاح و الله وجب بتحريم الغناء , و قال ابو العباس القرطبي رحمه الله : الغناء ممنوع بالكتاب و السنة و قال: أما المزامير و الأوتار و الكوبة( يعني الطبل ) لا يختلف في تحريم إستماعها و لم اسمع من أحد ممن يعتبر في قوله من السلف و أئمة الخلف من يبيح ذلك . و قال القاسم بن محمد رحمه الله : الغناء باطل و الباطل في النار و قال الحسن رحمه الله ( إن كان في الوليمة لهو فلا دعوة لهم ) و قال الأوزاعي رحمه الله( لا تدخل وليمة فيها طبل و معازف ) و عده ابن القيم الجوزية رحم الله معصية توجب الفسق و ترد بها الشهادة , و قال الأمام ابو حنيفة رحمه الله ( الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها ) . و ذهب الي هذا اكثر العلماء منهم الإمام سفيان و النووي و ابرهيم التيمي و الإمام الشعبي رحمه الله, و لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن الغناء قال ( و هل من عاقل يقول بأن الغناء حق ؟ أنما يفعله عندنا الفساق ) و فعل ابن القيم الجوزية في كتابه إغاثة اللهفان التصريح بأن علماء الشافعية يحرمونه و قال بعضهم أن الشافعي انكر على من نسب اليه حله حتي قال أن اول من احدثه الزنادقة في العراق حتى يلهو الناس عن الصلاة و عن الذكر. و جاء عن الإمام احمد رحمه الله انه قال (الغناء ينبت النفاق في القلب) و قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (فذهب الائمة الاربعة ان آلات اللهو كلها حرام , و قال ابن القيم الجوزية رحمه الله إنا لا نجد احدا عنى بالغناء و سماع آلاته إلا و فيه ضلال عن طريق الهدى علما و عملا . عليه فهذا القول في حكم الغناء المتصحب للآلات اللهو كالعود و آلات الموسيقى و الصنج و نحوه قال الله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) ( ق 37 وقال الله تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ( الأنفال 2 )ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) متفق عليه أعلاه يدعون إلى أن نهتم ونعتني بقلوبنا من النواحي الإيمانية أكثر مما نهتم به من النواحي الطبية فنقدم لقلوبنا الزاد الذي يجعله قلباً ربانياً قلباً متخشعاً لله عز وجل ، فالله عز وجل أثني على أصحاب هذه القلوب المطمئنة المُخبتة فيقول في كتابه العزيز : ( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ )( سورة الحج ) . فإن من القلوب نجد قلباً ميتاً بجسد حي قد اسودّ وأظلم من المعاصي والسيئات وإرتكاب الخطيئات ، فعلينا أن نعمل على ترويض قلوبنا على الوقوف عند أحكام الشرع ولا نجنح برغباتنا وأن نعمل على سوق القلوب إلى بواعث الخير والجرأة مع الحق والصدق في المقاصد والخوف من الله والبعد عمّا يُسخطه وأن نفرِّغها من الحسد والحقد والدقل والغش . |
الساعة الآن 11:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.