سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

من لم يكن مسلماً يدين بدين الإسلام فهو كافر كائن من كان قال الله تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )و قال الله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ) و قال الله تعالى ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) و قال تعالى (أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) يعنى من لم يدين الاسلام , و قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) , فان إطلاق وصف كافر على من لا يدين بدين الإسلام كالمشركين او اليهود او النصارى هو من المسلمات في شريعتنا فالله تعالى وصفهم بالكفر في كتابه فقال ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَريم )و قال الله تعالى ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ )و قال الله تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) فهم كفروا بالله و رسوله و مقتضيات الإيمان التي نعلمها و نعتقدها و الدلائل و البراهين على ذلك مستفيضة .
أما الآية و هي قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) ذكر الإمام إبن كثير رحمه الله أن هذه الآية نزلت في أصحاب سلمان الفارسي رضي الله عنه فبينما هو يحدث النبي صلى الله عليه و سلم إذ ذكر أصحابه فاخبره خبرهم فقال كانوا يصلون و يصومون و يؤمنون بك و يشهدون انك ستبعث نبيا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا سلمان من هم أهل النار ) فاشتد ذلك على سلمان فانزل الله هذه الآية فكان إيمان اليهود انه من تمسك بالتوراة و سنة موسى عليه السلام حتى جاء عيسى عليه السلام فلما جاء عيسي كان ممن تمسك بالتوراة و اخذ بسنة موسى و لم يدعها كان هالكاً و أما إيمان النصارى قال رحمه الله و إيمان النصارى فإنه من تمسك بالإنجيل منهم و شرائع عيسى كان مؤمناً مقبولاً منه فلما جاء محمد صلى الله عليه و سلم من لم يتبع محمداً صلى الله عليه و سلم و يدع ما كان عليه من سنة عيسي و الإنجيل كان هالكاً
إذاً من لم يكن متبعاً لما جاء في الإسلام بعد مبعث النبي صلى الله عليه و سلم فهو كافر