سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الملتزم كلمة يراد بها في وقتنا هذا المتدين وعلى إعتبار التدين لا يمكن أن يكون الشخص متديناً مرضياً حتى يكون لله .
فمن المؤلم والمؤسف أن نجد ملتزماً يناقض قوله فعله فالملتزم هو صاحب دين وسلوك حسن هو الذي يخاف من الله عز وجل ويعمل بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم هو المتخلق بأخلاق الإسلام المترفع عن الدنايا هو الرقيق مع الآخرين فلا يظلم أحداً ولا يسئ لأحد ولا يغتاب ولا يزرع الوشايات ولا يسعى بالنميمة بل طريقه جلي واضح على الصراط المستقيم .
فالتدين لا نريد أن نجعل الحكم عليه في الأشخاص من قبل الرؤية الظاهرة وأعني بذلك أن لا نجعله في بعض المظاهر الحسنة لأن الإسلام جعل الإلتزام والتدين إستقامة على الدين ظاهراً وباطناً حتى لا نقع في التدين الأجوف والإلتزام الظاهري ولا نريد أن نقصره على بعض المحاسن كاللحية وتقصير الثوب والإختلاط مع رفقة طيبة وإنما هو أوسع في مفهومه من هذه النظرة ويوم ان تكون نظرتنا قاصرة على هذه المحاسن دون غيرها فهي نظرة سطحية في غير محلها .
جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه لحاجة فطلب عمر رضي الله عنه منه أن يأتي برجل يعرفه فجاء برجل فقال له عمر رضي الله عنه : هل تزكية هل عرفته ؟ قال : نعم . فقال عمر رضي الله عنه : وكيف عرفته هل جاورته المجاورة التي تعرف بها مدخله ومخرجه ؟ قال : لا . قال عمر رضي الله عنه : هل عاملته بالدينار والدرهم الذين تعرف بهما أمانة الرجل ؟ قال : لا . قال : هل سافرت معه السفر الذي يكشف عن أخلاق الرجال ؟ قال : لا . فقال عمر رضي الله عنه فلعلك رأيته في المسجد راكعاً وساجداً فجئت تزكيه ؟ فقال : نعم . فقال عمر رضي الله عنه : اذهب فأنت لا تعرفه .
فالشاهد أن التدين والإلتزام الصحيح هو عبادة وسلوك ومعاملة وأخلاق وإنقياد وإتباع وسنة وهذا يعني إصلاح الظاهر والباطن .
ولهذا جاء في الحديث الذي خرجه الإمام مسلم رحمه الله ( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم واعمالكم )
مع أننا نؤمن ان حلق اللحية حرام وإسبال الثوب حرام لكن لا يعني أن إعفاء اللحية وتشمير الثوب هو الإلتزام كله .