تاثير القرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الرقاة والمعالجين يتعاملون مع القرين كمرض يصيب الإنسان وهم يرون من ناحية عملية أن اذاه قد يتعدى الوسوسة إلى أمور عضوية من صرع ونطق على لسان المصاب وغير ذلك مما أحدث هذا المذهب جدلاً وإنكاراً من قبل البعض الآخر على أن القرين لايتعدى أذاه الوسوسة .. فهل هناك مانع شرعى أو عقلى من تعدى القرين أذاه عن الوسوسة إلى إحداث أمور عضوية? |
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأفيدك أن ماذكرته في الجواب السابق هو أن القرين وظيفته الوسوسة والتزيين للباطل ومن ثم هناك فرق بين عمل الجن وهذا القرين والقرين جاء ذكره في القرآن والسنة ففي القرآن قال الله تعالى: ( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلال مبين) قال الامام الطبري رحمة الله : قرين هذا الإنسان المنَّاع للخير وهو شيطانه الذي كان موكلاً به في الدنيا كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في قول الله تعالى (قال قرينه ربنا ما أطغيته) قال : قرينه شيطانه وقال الله تعالى ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) والقول أن أذاه لايتعدى الوسوسة والتزيين للباطل أمر مقبول لأن هذا هو ظاهر النصوص فإن كان هناك منه أذى جسدي فهذا لم يرد بدليل لأن الدليل جاء أن الأذى من الجن وعد وجود الدليل لايعني النفي لذلك مطلقاً ويبقى علمه عند الله عزوجل |
استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما فاشتدّ غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد ؛ لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : تعوّذ بالله من الشيطان ، فقال : أترى بي بأسا ؟ أمجنون أنا ؟ اذهب !
رواه البخاري ومسلم . ماذا فعل الشيطان بهذا الرجل ؟!! انتفخ وجهه وتغير فكيف لو كان مع الغضب سحر أو عين أو حسد ؟!! اليس هذا دليل ياشيخ على تعدي عمل القرين الى الاثر العضوي? |
أفيدك أن الغضب من الشيطان وهذا ماورد في الحديث
قال الإمام ابن حجر رحمه الله كما في شرحه للحديث أعلاه قوله ( فاحمر وجهه وانتفخت أوداجه ) وفي رواية مسلم تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه وقد تقدم تفسير الودج في صفة إبليس وفي حديث معاذ بن جبل عند أحمد وأصحاب السنن حتى أنه ليخيل إلي أن أنفه ليتمزع من الغضب. قوله: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد) في الرواية المذكورة لو قال أعوذ بالله من الشيطان قوله فإنه صلى الله عليه وسلم أرشده إلى ذلك ولم يعلم أن الغضب نوع من شر الشيطان ولهذا يخرج به عن صورته ويزين إفساد ما له كتقطيع ثوبه وكسر آنيته أو الإقدام على من أغضبه ونحو ذلك مما يتعاطاه من يخرج عن الاعتدال، وقد أخرج أبو داود من حديث عطية السعدي رفعه إن الغضب من الشيطان |
اليس هذا دليل ياشيخ على تعدي عمل القرين الى الاثر العضوي?
|
القرين هو المرافق دائماً مع الشخص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من أحد إلا وكل به قرين ) وفي لفظ ( ما من أحد إلا وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ) رواه الإمام مسلم رحمه الله .
ونص العلماء على أن القرين من الجن عمله مع الإنسان ينتهي إلى التزيين للباطل كما في حديث عائشة رضي الله عنها لما سألها فقال مالك يا عائشة أغرتِ ؟ قالت : ومالي لا يغار مثلي على مثلك فضحك وقال أقد جاءك شيطان ؟ فقالت أولي شيطان ؟ قال : نعم . قالت : ومع كل إنسان ؟ قال : نعم . قالت ومعك يا رسول الله ؟ قال : نعم ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم ) وفي لفظ إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير . فقول فلا يأمرني إلا بخير هذا يدل على أن منتهى فعله مع الآخرين هو الوسوسة والأمر بالباطل . |
الساعة الآن 02:06 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.