سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً :أفيدك أن العلم بميلاد النبي عيسى عليه السلام علمٌ لا ينفع وجهلٌ لا يضر إذا لو كان ينفعنا عيد ميلاده لقلنا بوجوب معرفة ميلاد الأنبياء الآخرين عليهم السلام مثل نوح وإبراهيم وموسى وشعيب ولوط وباقي الأنبياء عليهم السلام ثم لندرك أن ميلاد عيسى عليه السلام من الأمور الغيبية لا أحد يجزم متى ولد .
ثانياً : مسألة تحديد هل ولد في الشتاء أو في الصيف من ناحية الآية ( وهزي إليك بجزع النخل تساقط عليك رطباً جنياً ) فهذا لا يحدد ميلاده عليه السلام لأن بعض العلماء يقول أمرت مريم عليها السلام أن تهز جذعاً ثم نبت فيه السعف وأثمر كما ذكر ذلك الإمام إبن كثير رحمه الله من كلام عبد الله بن عباس رضي الله عنه .
ومن العلماء من قال الجذع لنخلة ثابته إلا أنها غير مثمرة فلما قامت وهزته أنبت الله فيها الثمر وجعله ثمراً رطباً جنياً .
أما القول أن هذه الآية دليل على أن ولادتها لعيسى عليه السلام كانت في الصيف لأن ثمر النخل لا يكون إلا في الصيف فهذا صحيح لكن غير وارد في مسألة ولادة عيسى عليه السلام لأن أكثر العلماء يرون أن قوله تعالى ( فكلي وأشربي وقري عيناً ) يدل على أن عينها تقر بالأمور الخارقة للعادة من تفجير النهر وإنبات الرطب في غير وقته وتأمل قول الله تعالى ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب )
وقد جاء في كتاب البيان للشيخ الشنقيطي ما يستدل به على ترجيح مسألة أن الله أنبت لها ذلك الرطب على سبيل خرق العادة .