سؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فضيلة الشيخ لدي من يقول انه سمع احد المشائخ في احد القنوات يقول ان العاصي اذا لم يتب ويرجع يصل الى مرحلة يتمنى التوبة ولكن لا يستطيع ,عزل الله بينه وبين قلبه ولا يستطيع الرجوع عن ماهو عليه من معاصي فهل هذا صحيح ؟. |
الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق و أن يثبتك على الحق و يزيدك إيماناً و توفيقاَ و أن ييسر أمورك أما الجواب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ونفيدك أن التوبة ليست ملهاه يتلهى بها اللاهون وإنما هي عودة صدق إلى الله بإفتقار إليه والخطأ في شريعتنا السمحة تكفره التوبة الصادقة الى الله عز و جل فالله تعالى يقول في كتابه العزيز(وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ) المقصود من يفعل الشرك و قتل النفس و الزنا و نحو ذلك فالله تعالى يقول (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ) فتأمل ماذا بعد هذه الآية قال الله تعالى (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) تأملت معي هنا أن الله تعالى يبدل سيئات التائب الصادق في توبته و يجعل تلك السيئات حسنات فهذا فضل الله العظيم و هذا من رحمته بعباده , قال الله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) و الله تعالى و عد التائب الصادق النادم بقبول توبته و العفو عنه فقال (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون( أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) فقد بشرناالقرآن و بشرنا به محمد صلى الله عليه و سلم أن من تاب و صدق في توبته و علاه الندم فان الله عز و جل يتوب عليه ثم تأمل بشارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم بقوله ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) , فما أجمل التوبة الصادقة تقشع عنك الهموم و تزيل عنك الغموم بإذن الله . ثم نجد أن التوبة تطهر الإنسان من ذنوبه و أخطائه بل أن الله عز و جل يفرح بتوبة عبده المخطئ حينما يتوب الى ربه عز و جل , أخي مهما بلغت ذنوبك و لو بلغت عنان السماء و عدد الشجر و الحجر ثم تبت الى الله عز و جل توبة نصوحا فان الله وعد بقبول توبة العباد إن هم صدقوا . ثم أوصيك بملازمة العبادة و التقوى و كثرة الدعاء و الذكر و تلاوة القرآن و الرفقة الصالحة الطيبة التي تعينك بعد الله عز و جل على الاستقامة و الثبات على الدين . فالتائب منطلق في الحياة بعد سموم الذنوب تائباً فرحاً بالعودة الى الله عز و جل فالله يحب التائبين يحبهم لأنهم عباده الذين أذنبوا و تذكروا رباُ يغفر الذنوب جميعا تذكروا رباً عظيماُ يدعوهم الى التوبة تذكروا غفوراً رحيماً ارحم بالعباد من الأم بولدها , فأنت التائب الى الله عز و جل فأحسن الظن بالله , و اسأل الله عز و جل أن يغفر لي و لوالدي و يغفر لك أخي جميع ذنوبك و يغفر للمسلمين و المسلمات الإحياء منهم |
جزاك الله كل خير ....
|
حياكم الله
|
الساعة الآن 04:26 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.0
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.