سؤال وجواب (بإشراف فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الدريويش)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونرحب بك ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
أما الجواب على سؤالكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أفيدك أن قيام الليل سنة عظيم أجره عند الله وهو تجارة مع الرحمن وهو دأب الصالحين ففيه الخلوة مع الخالق جل وعلا للمناجاة والتعبد والشكر قال الله تعالى كما في سورة الزمر (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل طلباً للأجر فقال ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد ) خرجه الإمام أحمد رحمه الله في المسند
وجاء في الحديث الذي خرجه الإمام الطبراني رحمه الله (في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ) فقيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : ( لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام )
فأداء هذه الصلاة ليلاً بصفة دائمة لايعد من البدع
ثانياً / مسألة جمع الركعتين الأخيرتين مع الوتر الأخيرة لتكون ثلاث بتسلم واحد فهذا محل خلاف عند العلماء رحمهم الله وهذا بيانه :
في مذهب الأحناف والحنابلة يرون جواز جمع الثلاث بتسليمة واحدة قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله : يصلى بثلاث لا يفصل بسلام واستدل بقول عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بأربع وثلاث وست وثلاث وثمان وثلاث ) ولها أيضاً ( كان يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً ) فقال رحمه الله وظاهر هذا أنه كان يصلي ثلاثا بتسليم واحد .
وفي مذهب الحنابلة قال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله ( قد أجمعوا على أن الوتر بثلاث جائز حسن )
القول الثاني : قالوا بالكراهة وهذا مذهب الشافعي رحمه الله لحديث ( لا توتروا بثلاث أو سبع أو بتسع أو بإحدى عشر ) وممن كان يسلم من كل ركعتين ابن عمر رضي الله عنه حتى أنه يأمر ببعض حاجته

والذي أميل إليه جواز ذلك ولكن لا يداوم عليه , وقد سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله عن إمام شافعي يصلي بجماعة حنفية وشافعية فقال ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فصل واحدة توتر لك ما صليت ) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوتر بواحدة مفصولة عما قبلها وأنه كان يوتر بخمس وسبع لا يسلم إلا في آخرهن ثم ذكر أن الذي عليه العلماء أن ذلك كله جائز وله أن يوتر بثلاث بسلام واحد