حديث لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ... عاجل
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتمنى فضيلة الشيخ الرد على شبهة حديث : لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

خصوصا انه بعض الناس يقول يوجد الكثير من الملكات حكموا دول ولم يحدث هذا ( عدم الفلاح )

ارجوا الرد على هذه الشبهة فضيلة الشيخ

وجزاك الله الجنة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حديث ( لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة ) رواه الإمام البخاري رحمه الله عن أبي بكرة رضي الله عنه وكان سبب هذا الحديث أن قوم فارس جعلوا ابنة كسرى والية عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )
ولهذا اتفق العلماء رحمهم الله أن من شروط الإمام الحاكم على الناس ان يكون ذكراً حيث لا تصح ولاية المرأة حاكمة لما في الحكم من مخالطة للرجال ويتبع ذلك تصريف أمور الرعية وهذا المنصب لا تقوى عليه المرأة حيث الأعباء الثقيلة والمهمام الصعبة .
ولهذا يقرر فقهاء المسلمين أنه لا يجوز للمرأة أن تكون حاكمة واستدلوا بما يلي :
قال الله تعالى ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) سورة النساء آية (34)
وكذلك الحديث السابق ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )
فقوله ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) هذا لا يعني إنتقاص لعقل المرأة ومهارتها في التدبير وإنما يُراد منه توجيه المسلمين إلى الأهم والمناسب فيمن يكون حاكماً لما في الحكم من مشاق وإختلاط مع الرجال والجيوش وغير ذلك وهذا لا يلائم المرأة المسلمة .
أما القول أن الكثير من النساء كن ملكات وحكمن ولم يحدث عدم فلاح فأقول هنا أن المرأة وهبها الله تعالى الرجاحة في العقل كما هو حال الكثير من النساء تجدهن راجحات في عقولهن حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم استشارهن ومن هنا نعلم أنه لا يُراد انتقاص المرأة من كونها أن لا تكون حاكمة .
ثانياً : كم دولة في السابق حكمتها امرأة وما أفلحت وهذا كثير فلو جئنا إلى الفرس مثلاً نصبوا ابنة كسرى بوران بنت أبرويز فأقامت العدل وأحسنت السيرة فأقامت سنة وسبع شهور ثم ماتت , فملكوا عليهم أختها أزرميدخت زنان فلم ينتظم لهم أمر فملكوا عليهم سابور بن شهريار وجعلوا أمرهم إلى الفرخزاذ بن البندوان فزوجه سابور بابنة كسرى أزميدخت فكرهت ذلك . وقالت : إنما هو عبد من عبيدنا فلما كان ليلة عرسها هجموا إليه فقتلوه ثم ساروا إلى سابور فقتلوه أيضاً وملكوا عليهم هذه المرأة وهي أزرميدخت ابنة كسرى ولعبت فارس بملكها لعباً كثيراً وآخر ما استقر أمرهم عليه في هذه السنة أن ملكوا امرأة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )
وهذا الكلام أعلاه ذكره الإمام ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية .
ولو جئنا لقصة حكم ملكة سبأ في اليمن فإننا لن نجد فيه إشادة بل قال الله عنها ( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ )
ومن ثم مسألة أنها حكمت قومها فهذا شرع من كان قبلنا وجاء الإسلام بخلاف ذلك ولهذا نلاحظ أنها لما أسلمت صلرت تحت حكم نبي الله سليمان عليه السلام وتركت الحكم السابق فقد حكى الله تعالى عنها ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
ولو سألنا أنفسنا اليوم ماهي الدولة التي حكمتها امرأة نهضت أكثر من غيرها ؟
فإن جوابنا على ذلك لن نجد .
فليس هناك دولة حكمتها امرأة إلا وهي تعاني كثيراً من الأزمات والمشاكل فلو تأملنا الحكم في بريطانيا مثلاً لوجدنا أن الملكة هناك كرسيها للتشريف فقط وإنما الحكم بيد الرجال ولو تتبعنا أكثر عبر التاريخ لوجنا فشل تلك الحكومات وعدم فلاح قومها بسبب توليهم للمراة حاكمة عليهم وعلى هذا فالفتوى عند الفقهاء أهل السنة أن المرأة لا تصلح حاكمة على قوم وهذا لا يعني عدم مشورتها والأخذ برأيها والإستفادة مما لديها .